هروج والثوب العجيب» حكاية داخل حكاية
المصدر: (خورفكان - البيان )التاريخ: 02 سبتمبر 2011
قدمت فرقة الجيل الواعي الكويتية مساء أمس الأول في المركز الثقافي في خورفكان مسرحية للأطفال تحت عنوان (هروج والثوب العجيب) من تأليف د. حسين المسلم، وإخراج سعود القطان، وألحان جاسم الغريب،
وتشارك في أداء الأغاني الفنانة القديرة هدى حسين، وأدء كل من يلدا، وعبدالله التركماني ، وإبراهيم الشيخلي ، وعصام الكاظمي ، وسعود القطان، وأسامة البلوشي ، ومحمد عاشور ،وموسى بهمن ، واستمر العرض لمدة ساعة ونصف.
يأتي العرض الذي حضره محمد حمدان بن جرش مدير عام مجموعة مسارح الشارقة بصيغة الحكاية داخل الحكاية، حيث تظهر (هروجة) من كتاب الحكايات، ويظهر بعدها شخصيات معروفة مثل (ليلى) في حكاية ليلى والذئب، لكنها تقول لليلى إن حكايتها معروفة، وهو ما يشير إلى أن هروجة ستقص حكاية مختلفة، وعندها تظهر شخصيتان بثوبين تراثيين وهما بدور وبديع، وتطلب منهما المساعدة في حل مشكلتها، ونتعرف خلال العرض على مشكلة هروجة، وهي حكاية الإمبراطور التي تقوم بخدمته، وهو إمبراطور يبذر أموال مملكته على الثياب، والمظاهر متناسيا احتياجات شعبه، وغير مبالٍ بسعادتهم ورضاهم، ومن شدة حبه لأن يكون أفضل مظهراً من كل الملوك يريد أن يرتدي ثوباً من طراز فريد وغير مسبوق من ناحية التصميم.
يعرض بدور وبديع على هروجة أن تقنع الإمبراطور بلقائهما، وأن تبدي الموافقة على كل ما سيقولانه له، وعندما يلتقياه يقنعانه بتصميم ثوب له ليس له مثيل، لكنه مصنوع من الماس والياقوت والذهب، وهو يكلف كل أموال مملكته، ويطلب الإمبراطور من وزيره أن يجمع كل ما يملكه الشعب من جواهر، غير أن الشخصين يقولان للملك إن الثوب يجب أن يكون من جواهره هو لا من جواهر الشعب وأمواله، ويوافق الإمبراطور لكنه يقول لمهرجته متسائلا : ولكن ماذا سيبقى لدي إذا وضعت كل جواهري في الثوب؟ فتجيبه هروجة : سيبقى لديك جوهرة العقل.
بالفعل يوهم بدور وبديع الإمبراطور بأنهما يصنعان الثوب، وبأن هذا الثوب لا يراه إلا الأوفياء والمخلصون له، ولكنهما في الحقيقة لا يصنعان أي شيء، ويأتي وزيرا الملك ليريا الثوب ويرفعان تقريرهما له، لكنهما لا يريا أي شيء، ولكنهما يخافان من قول الحقيقة حتى لا يتهما بعدم الوفاء، وعندما يحين موعد انتهاء بدور وبديع من حياكة الثوب يأتي الملك إلى المشغل، ويقوم بدور وبديع بوصف الثوب له، وإلباسه إياه، لكنه يكتشف الخدعة، ويقتنع بأن الجوهرة الحقيقية هي جوهرة العقل التي تميز بين الأشياء، ويعود الإمبراطور إلى رشده، ويقرر أن يلبس كما يلبس أفراد شعبه، وأن يعيش كما يعيشون، وأن يكون واحدا منهم من دون تعالٍ عليهم، ويهجر المظاهر مرة واحدة وإلى الأبد.
إخراجيا جاء العرض غنائياً بالكامل، بما فيه الحوار بين الشخصيات، ولذلك اعتمد الغناء بالكامل على طريقة (البلاي باك) حيث كل العمل يكون مسجلا في الاستوديو، وهو ما يتيح لفريق العمل التركيز على الأداء الحركي .
التنوع والحركة
جاء الأداء في المسرحية على مستوى عالٍ من الاحترافية بمجمله، خاصة وأن الحركة جاءت بطريقة تعبيرية مع الاعتماد في بعض المفاصل على الإيماء، وهو ما جعل العمل متنوعا، كما أن ديكور العرض جاء متناسبا مع الحكاية من دون أية مبالغات، حيث انقسم الديكور إلى ثلاثة أقسام هي مجسم كتاب الحكايات، و ديوان الحكم، ومشغل الحياكة.
بالتوفيق يانجمتي المفضلة ((هدى حسين))